ما أهمية تعلم المفردات في اللغة الألمانية وكيف أتعلمها؟

يمكن تقسيم تعلم اللغة الألمانية و سائر اللغات الأجنبية إلى مرحلتين أساسيتين: تعلم قواعد اللغة من تصريف للأفعال و الضمائر و الصفات، و إلى تعلم المفردات الضرورية لصياغة الجمل و العبارات. و تكمن أهمية تعلم المفردات في فهم ما نقرأه و ما نسمعه، و كذا في اكتساب مهارات الحوار الفعال، فبدون رصيد لغوي منوع و غني لا يستطيع المرء التعبير بطريقة سليمة عن أفكاره و خواطره، مما يجعل تواصله مع الآخر محدودا أو غير مفهوم.

إضافة إلى ذلك، فاكتساب رصيد لغوي غني بالمفردات يفتح الباب على الثقافة الألمانية فيمكن من مطالعة الكتب الفلسفية و الأدبية و العلمية التي تسمو بالفكر و تمكن المرء من تطوير قدراته الشخصية سواء في المجال العلمي أو المجال الدراسي و التكويني.

يبقى السؤال الأهم  كيف أتعلم المفردات الألمانية بشكل فعال؟ و كيف أراجع ما سبق لي تعلمه؟ و ما هي طرق التعلم التي تناسبني؟ و هذا ما سنحاول التعرف عليه من خلال هذا المقال.

أهمية تعلم المفردات Wortschatz


أول خطوة هي : تعلم كيف تتعلم

التعلم و طرائقه فعل يهم المتعلم أيضا و لا يقتصر على الأستاذ وحده، خصوصا إذا كان متعلم اللغة الألمانية يعتمد كليا على نفسه دون حضور دروس تعليمية. فأول خطوة هي فهم كيف يتعلم الإنسان، أي كيف يستقبل المعلومة و كيف يتم حفظها في الذاكرة و استرجاعها عند الحاجة. إذ أن أول مرحلة هي استقبال المعلومة ـ كنص نقرأه أو تمرين لغوي ننجزه مثلا ـ ثم تأتي المرحلة التالية و هي تثبيت ما تم تعلمه في الذهن و ذلك باستعمال مختلف تقنيات الحفظ و المراجعة، و أخيرا تطبيق ما تعلمناه من قواعد و مفردات عمليا لكتبة نص أو المشاركة في حوار باللغة الألمانية.

 و ليست هناك طريقة تناسب الكل، فلكل شخص منا نمط تعليمي يناسبه و يوافقه : فهناك من لا يستطيع التعلم إلا بحضور أستاذ يرشده و يقيم ما تعلمه، و هناك من يفضل التعلم بمفرده. و البعض يفضل الإعتماد على السمع لتلقي المعلومة بينما يفضل آخرون كل ما هو بصري ـ كالصور و النصوص مثلا ـ و آخرون يفضلون التفاعل مع الغير و العمل ضمن ورشات أو مجموعات قصد بناء التعلمات و هكذا ....

فأول خطوة يقوم بها من يود تعلم اللغة الألمانية هو تحديد نمط التعلم الذي يناسبه و يناسب قدراته الذهنية و التزاماته الدراسية أو المهنية، ثم تحديد أهداف التعلم و المهارات التي ينوي اكتسابها.

 

الذاكرة و علاقتها بالتعلم الفعال

تنقسم ذاكرة الإنسان إلى نوعين أساسيين: ذاكرة قصيرة الأمد و ذاكرة بعيدة الأمد. و ما يهمنا هو الذاكرة طويلة المد أي الذاكرة التي تمكن من تخزين ما تعلمناه لمدة طويلة، و معرفة كيفية اشتغال الذاكرة و لو بشكل سطحي سيساعدنا على التعلم بطريقة أكثر كفاءة و فعالية.

أثناء التعلم، يقوم الدماغ بخلق شبكات من الخلايا الدماغية ترتبط فيما بينها، و كل ما كانت هذه الترابطات قوية كان من السهل حفظ و استرجاع المعلومات المخزنة. فكيف نساهم في بناء ترابطات قوية لنسهل عملية الحفظ و التذكر؟

سنركز من خلال هذا المقال على طريقتين أساسيتين للحفظ : الترابطات الذهنية و التكرار كأهم تقنيات الحفظ، و هناك طرق أخرى لم نتطرق لها. فهنا أركز على طرق جربتها بنفسي و مازلت أستعملها لفعاليتها.

 

الترابطات الذهنية للحفظ و التذكر

المقصود من هذه الطريقة هو إنشاء ترابطات ذهنية ـ منطقية أو متخيلة أو وجدانية ... ـ بين الكلمة التي أود تعلمها و تخزينها في ذاكرتي و بين أفكار سابقة أخرى، كيف ذلك؟ هذا ما سأوضحه بواسطة الأمثلة التالية:

المثال الأول : لحفظ الكلمة das Stier التي تعني الثور أكتبها على الشكل التالي: der Stier = der S+Tier بحيث أني أعرف مسبقا الكلمة Tier التي تعني الحيوان، و الحرف S يذكرني بالكلمة Super فأقول أن الثور باللغة الألمانية هو حيوان خارق ـ و هذا لقوته و ضخامته ـ فتمكن هذه الترابطات من تسهيل تذكر الكلمة der Stier و كلما كانت هناك ترابطات أكثر كان من السهل حفظ و استرجاع الكلمة.

المثال الثاني : لحفظ الكلمة der Dieb التي تعني اللص أربط نطق هذه الكلمة Dieb مع الكلمة ذئب بالعربية، فالسارق ماكر كالذئب الذي يسرق الأغنام لافتراسها.

المثال الثالث : لحفظ الكلمة der Wasserhahn التي تعني صنبور الماء أقسم الكلمة إلى جزئين: Wasser أي الماء و Hahn و تعني الديك، و أتخيل أن صنبور الماء في ألمانيا عبارة عن ديك يخرج الما من منقاره عندما يصيح في الصباح.

المثال الرابع : كيف أميز بين الكلمتين Kirsche التي تعني الكرز و الكلمة Kirche التي تعني الكنيسة فالفرق بينهما هو الحرف s ؟ هنا أربط الحرف s بالصفة süß التي تبدأ بالحرف s و تعني حلو، و أقول بما أن الكرز حلو الطعم فهو يكتب بالحرف s فأتذكر الكلمة Kirsche.

التكرار لحفظ المصطلحات

كلما تكررت الكلمة كان من السهل حفظها، فمن السهل تذكر الكلمة Übung أي تمرين لأننا نستعملها في كل حصة نحضرها لتعلم اللغة الألمانية، على عكس الكلمات التي نستعملها نادرا. فالحفظ بالتكرار يمثل طريقة فعالة إذا كان المتعلم يككر المفردات بوعي و تركيز مع محاولة خلق ترابطات ذهنية بين الكلمات التي نتعلمها و ما سبق تعلمه من قبل، من نقط ضعف هذه الطريقة هو أنها مرهقة و مملة أحيانا، لهذا أنصح بتنويع طريقة التكرار كما يلي:

تكرار المفردات بنطقها بصوت مرتفع.

تكرار المفردات بكتابتها.

تكرار الكلمات باستعمالها لصياغة جمل بسيطة.

سماع المفردات المسجلة صوتيا و تكرارها ذهنيا.

و تجدر الإشارة إلى أن تكرار لائحة من المغردات لعشر دقائق يوميا أفضل بكثير من تكرارها لساعة مرة كل أسبوع، فكلما كانت المدة بين حصص المراجعة قصيرة كان التذكر و الحفظ أسهل.

 

الانغماس في الثقافة الألمانية

المقصود هنا هو جعل اللغة و الثقافة الألمانية جزءا من الحياة اليومية للمتعلم ـ كالطريقة التي يتعلم بها الطفل الكلام دون أن يكون واعيا بتعلمه ـ و ذلك بتغيير بعض العادات اليومية و جعلها فرصة للتعلم و المراجعة، و هذه بعض الخطوات التي يمكن القيام بها:

تغيير لغة استعمال الهاتف أو الحاسوب للغة الألمانية.

مشاهدة نشرة الأخبار على قنوات أو مواقع ألمانية.

التحدث لصديق باللغة الألمانية.

تصفح المواقع الألمانية.

الإستماع للمذياع و البودكاست.

 

هل أبدأ بتعلم المفردات أم الجمل البسيطة

يبدأ المتعلم المبتدئ بتعلم الجمل البسيطة مثل guten Tag مع ال تركيز على أن الكلمة der Tag تعني اليوم و الصفة gut تعني جيد و الأهم هو معنى الجملة guten Tag التي تعني أتمنى لك يوما جيدا. فتعلم المفردات الألمانية داخل سياقها أفضل بكثير من تعلمها منفردة، فقد يكون للكلمة معاني متعددة و لا يمكن فهمها إلا بمثال. كما أن تعلم الجمل يسهل فهم و إيحاد الترابطات الذهنية بين المفردات و بالتالي يسهل حفظها.

و لا ننسى أهمية تعلم أدوات التعريف المصاحبة للأسماء، فإهمالها يؤدي إلى أخطاء لغوية عند صياغة الجمل. كما يجب تذكر الحالة الإعرابية التي تستعمل مع حروف الجر و بعض الفعال: فمثلا حرف الجر zu يأتي متبوعا بحاة Dativ و الفعل geben يفرض تصريف الجملة في حالتي Akkusativ و Dativ.

 

طريقة التعلم المعتمدة في الموقع HalloGrammatik  و كيف أستفيد منها

يقدم الموقع HalloGrammatik شرحا مبسطا لقواعد اللغة الألمانية من الصفر للمستوى B2، كما يحتوي الموقع على سلسلة من الفيديوهات لتعلم المفردات الألمانية و مراجعتها، و يمكن استغلالها لتكرار الكلمات بصوت مرتفع لحفظها أو كتابتها أثناء الاستماع لها. و الهدف هو توفير طريقة سهلة و فعالة للمراجعة و التثبيت.

 

كيف أراجع المفردات التي سبق أن تعلمتها بسرعة و فعالية؟

للمراجعة دور مهم في بناء التعلمات و ترسيخها في الذهن، و من بين طرق المراجعة أذكر ما يلي:

استعمال التطبيق Anki

و هو برنامج لإنشاء بطاقات flash cards على وجه كل بطاقة نكتب الكلمة باللغة الألمانية و على ظهرها نكتب مرادفها باللغة العربية، و يقوم البرنامج بعرض وجه البطاقة ـ الكلمة بالألمانية ـ و بعد التفكير في معناها نضغط على زر لعرض ظهر البطاقة ـ المرادف بالعربية ـ و الرائع في هذا البرنامج أنه يقوم بتحديد الكلمات التي أجد صعوبة في تذكرها ليعرضها لي باستمرار حتى أتمكن من حفظها. و يضم أدوات أخرى أدعوكم لاكتشافها بتحميل البرنامَج من موقعه الرسمي، و هو متوفر أيضا على الجوال تحت اسم Ankidroid.

 

استعمال خرائط العقل Mindmaps

و تسمى أيضا الخرائط الذهنية، و هي طريقة لتمثيل الأفكار و القواعد و المفردات بطريقة بصرية ـ رسم بالألوان و الرموز ـ عوض الكتابة، و تمكن من إبراز العلاقة بين مختلف المفردات الواردة بالخريطة الذهنية، و بالتالي تسهيل الفهم و الحفظ، فالصورة أفضل من ألف كلمة.

 يمكن استعمال الحاسوب لإنشاء خرائط ذهنية مميزة باستعمال البرنامج CmapTools.


استعمال لوائح الكلمات

و هي الطريقة الكلاسيكية لمراجعة المفردات بكتابة الكلمات الجديدة مع مرادفها أو مثال لها، و يمكنكم تحنيل لوائح المفردات ألماني/عربي على الموقع Hallogrammatik.com و سماعها على اليوتيوب من هنا.

 

الاستماع للمذياع أو الكتب المسموعة باللغة الألمانية

يمكن الاستماع لأغلب الإذاعات الألمانية عبر تطبيقات الجوال و كذا تحميل قصص الطفال و الكتب المسموعة على الأنترنت، و هي طريقة للمراجعة و تحسين مهارات الاستماع في نفس الوقت.

 


  

مواضيع لغوية قد تهمك

تصريف الأفعال الألمانية في الماضي التام Perfekt

تصريف الصفات في اللغة الألمانية Adjektive Deklination

جمع الكلمات في اللغة الألمانية Plural